النماصتاريخ وحضارة

تعتبر محافظة النماص من أقدم مواقع هجرة بعض القبائل العربية القحطانية اليمنية القديمة إلى مناطق الجزيرة العربية، وقد بنيت على أنقاض مدينة الجهوة العظيمة التي ورد ذكرها في أكثر من مصدر تاريخي، وأدى موقعها على طريق الحج القديم إلى ازدهارها كمركز تجاري ساهم طريق الطائف - أبها الرئيسي في زيادة النهضة العمرانية والخدمات الحكومية نتيجة إزدياد عدد السكان, وتعتبر محافظة النماص المركز الرئيسي لقبائل رجال الحجر قديماً (عام 320هـ )وحديثاً وخاصة بني شهر وبني عمرو.

و تعود قبائل ا لحجر إلى الهنوء بن الازد بن الكهلان بن يشجب بن سباء بن يعرب بن قحطان من العرب العاربة , ومن مشاهير الجاهلية الذين ينتسبون إلى قبائل الحجر الشاعر الجاهلي الشنفري من بني الحارث بن ربيعة بن الاوس بن الحجر صاحب لامية العرب والشاعر حاجز بن عوف الازدي و أبو الجياش الحجري ، وفي عهد الإسلام ممن سارع في نصرة الدين أمير الأزد الصحابي الجليل صرد بن عبد الله الأزدي ومن الصحابة القادة البارزين في الفتوحات الإسلامية علقمة بن جنادة بن عبد الله بن قيس الحجري أمير البحر المتوسط الذي شهد فتح مصر, ومن العلماء الأفذاذ الذي أثروا المكتبات الإسلامية الإمام المحدث الفقيه ابن سلامة الطحاوي الحجري الأزدي صاحب العقيدة الطحاوية والإمام المحدث عبد الغني بن سعيد العامري الحجري الأزدي الذي قال عنه الإمام الحافظ ابن عساكر في تاريخه بأنه أحد الأئمة في علم الحديث وغيرهم الكثير، وأما في التاريخ الحديث فقد برز فرسان وشعراء نذكر منهم الأمير الشاعر محمد بن دهمان الشهري والذي قاوم العثمانيين وناصر الدعوة السلفية في الدرعية ونشرها في مناطق حكمه يقول البهكلي في كتاب نفح العود الأمير محمد بن دهمان ، أمير منطقة ما بين مكة واليمن يسكنون تبالة وما والاها ، وهم من الأزد .

يوجد بها العديد من مواقع الآثار الجاهلية والإسلامية والمخطوطات المنقوشة على الصخور والقصور الأثرية ذات الطوابق المتعددة.

ومن المواقع الأثرية حصن مشنية الذي يقع جنوب النماص على مسافة 8كم على طريق أبها حيث يتكون الحصن من مجموعة مبانً تأخذ جميعها شكل مربع يبلغ طول الضلع 16.65م كما يبلغ سمك الجدار حوالي 96سم وارتفاع المبنى حوالي 20م. و توجد في وسط المبني بركة تملأ بالماء عن طريق الأمطار عبر قنوات صممت داخل المبنى. ولغرف الحصن فتحات أبعادها 50×10سم.

وتوجد متاحف أثرية منها حصن تنومة للتراث والآثار ومتحف قصر بني عمرو الأثري ومتحف المقر وغيرها من المتاحف الشخصية.. وتحتوي تلك المتاحف على بعض رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض الأدوات الزراعية والحلي والأسلحة القديمة والملابس والأدوات المنزلية التي كانت تستخدم في الماضي..

وأما القصور والبيوت الأثرية فهناك قصور آل عثمان ببني عمرو وقصور الشيوخ العسابلة التي يتجاوز عمرها 300 سنة .

كما توجد مقابر ونقوش قديمة منها مقابر وادي ترج ورسوس طلاح وقبر مفرج ومقبرة حجلان ومقبرة مظفر ومقبرة يبولة ومقبرة عتمة ومقابر وادي نكب. بعض الأماكن التي وجد بها نقوش وكتابات ورسوم ومنها جبل ذي العين وجبل السجين وجبل ذي الزد وذي يحش والفرقة والغرامة والمهللين والجسر وجبل عيمة الخطيفة وموقع قرن الغلة ووادي عوض ونقش قديم ومحافر الخيل وموقع الدلايل وقرية الخربان.

مدينة الجهوة الأثرية يعود تاريخها إلى عام 250 هـ.

تقع مدينة الجهوة الأثرية على حافة وادي النماص من جهة الجنوب التي ذكرها الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب حيث يقول الجهوة مدينة السراة أكبر من جرش وصاحبها الجابر بن الضّحّاك الرّبعي الحجري من نصر بن ربيعة بن الحجر وتقع وراء الجهوة قرية زنامة العرق فيها زروع لجابر بن الضّحّاك ثم بعدها ايد واد فيه نبذ من قرى وزروع وأهل ايد وجيرة الحجر من قريش وخليطي حضر من ورائه واد فيه الجيرة القرشيون ثم الباحة.

كان للجهوة تاريخ نضال وبطول ضد القرامطة - والمماليك - والعثمانيين - وعملاء المستعمر البريطاني، قدم أبنائها العديد من الشهداء والتضحيات لطردهم من الإقليم.

وتزخر النماص بمعالم أثرية عديدة أخرى منها على سبيل المثال مسجد صدريد يعود بناءه لعام 110هـ و مسجد الجهوة بني عام 250هـ , ومسجد الأعاسرة في بني عمرو ويعود بناؤه إلى عام 190 هـ.

ويوجد عدد من الأسواق الأثرية ومن اشهرها سوق بني هلال شرق النماص , و سوق الرس البائدة بمدينة الجهوة الأثرية و سوق سبت تنومة وسوق الاثنين في الظهارة وسوق الثلاثاء في النماص وسوق خميس كفاف.